أتعجب من هؤلاء الذين يسمحون لانفسهم بالحكم على الاخرين, و ينسون انهم لا يختلفون كثيرا عنهم. فهم يحكمون على بشر و هم بشر, يسخرون من عيوبهم و العيب فيهم, يعطون لانفسهم سلطة و هم ليسو على البشر بقضاة. أتعجب من الناس الذين يستحلون الحديث عن المشاهير, و كأن هذا الحديث لن يدخلهم فى برثان الغيبة و النميمة. تلك الصفات المذمومة, ففى المسيحية هناك قول السيد المسيح ” من كان منكم بلا خطيئة, فل يرمها بحجر”. و فى الاسلام قوله تعالى “ايحب احدكم ان يأكل لحم اخيه فكرهتموه”. حتى الامثال الشعبية الجميلة لم تترك هذه الصفات السيئة الا و تحدثت عنها ” من كان بيته من زجاج, لا يرمى الناس بالطوب”.
و رغم كل هذا نحن لا نكف عن الحديث, نعتبرة تسليتنا الوحيدة و نضيع فيها اوقاتنا الثمينة. أذكر حديث قصير دار بينى و بين شاب كان يعمل قاضي, سألته كيف يستطيع ان ينام مستريح البال و قد يكون حكم على انسان ظلما . رد على بجملة لن انساها ما حيت, ان من بين كل ثلاث قضاة…اثنين فى النار. يا الله!!
معنى هذا ان الحكم على الانسان مسألة صعبة و شائكة, كما انها تحتاج الكثير من التدقيق و التمحيص للتأكد من اقدام هذا الشخص على فعلته تلك. بين ثلاث قضاة اثنين فى النار على الرغم من ان هؤلاء هو الصفوة التى اختيرت لتقوم بهذا الدور. اذا ماذا عنا نحن الاشخاص العادييون, نقيم الاخرين من خلال ملبسهم او حديثهم و نحن لا نعلم شئ عن ما بداخلهم.
لكن ماذا لو بدأنا فى استعادة انسانيتنا و نبادر بتغير انفسنا. نصلح ما بداخلنا , نرمم ارواحنا, ننظف قلوبنا من كل حقد و حسد. وقتها سنستعيد انفسنا الحقيقة و سنرى النور الذى بداخلنا. انا لا ادعو لكى نصبح ملائكة, بل اريد ان ان نكون انسان.